تُعدّ رحلات العائلة إلى الخارج من اللحظات المميزة التي تُخلّد في ذاكرة كل فرد، إلا أن بعضها قد يتحول إلى مأساة لا تُنسى، كما حدث مع طبيب سعودي ذهب برفقة أسرته لقضاء عطلة صيفية في سويسرا، ليتحول حلم العائلة بالاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة إلى فاجعة أليمة.
تفاصيل الحادثة
في يوم مشمس من أيام شهر يوليو 2024، قرّر الطبيب السعودي عبدالله العنزي، رئيس وحدة الأبحاث بكلية العلوم الطبية والتطبيقية في الرياض، قضاء عطلة صيفية مع عائلته في سويسرا، ليتعرفوا على جمال جبال الألب الساحرة، ويشعرون بنسيم الحرية في هواء جبالها العليل. اختار عبدالله شلالات غيسباخ على بحيرة برينز السويسرية جنوبي جبال الألب، لكونها من أجمل الأماكن السياحية في سويسرا.
لم تكن العائلة تعلم أن هذه الرحلة ستكون آخر رحلة لهم معاً، ففي لحظة من لحظات اللعب، سقط ابن عبدالله الصغير، الذي لم يتجاوز العامين، في بحيرة الشلالات، وسط تياراتها الجارفة.
أمام مشهد ابنته المهددة بالموت، لم يتردد عبدالله لحظة واحدة، وهرع لإنقاذها، دون تفكير في خطورة الموقف. قفز في الماء البارد، وبدأ بالسباحة بقوة، مُحاولاً الوصول إلى طفله وسط تيارات المياه القوية.
لكنّ قوة الطبيعة كانت أقوى من قوة عبدالله، ففشل في إنقاذ طفله، واختفى هو الآخر تحت الماء.
لم تكن عائلة عبدالله تعلم أن هذا سيكون آخر مشهد لهم مع زوجهم وأبيهم، فظلت تنظر إليه وهو يختفي تحت الماء، دون أن تتمكن من فعل أي شيء لإنقاذه.
بعد اختفاء عبدالله وطفله، بدأت السلطات السويسرية بجهود بحث موسعة، واستمرت لعدة أيام، حتى عثرت على جثة عبدالله بعد يومين من الحادث الأليم.
أُعيدت جثة عبدالله إلى السعودية، حيث ودّعه أهله وأصدقاؤه، حاملين في قلوبهم حزنًا عميقًا على رحيله المفاجئ.
لا تزال السلطات السويسرية تبحث عن جثة الطفل، وذلك بسبب قوة تيارات الشلالات التي قد تكون طرحت جثمانه بعيدًا عن موقع الحادث.
أثناء رحلة سياحية..
— العربية السعودية (@AlArabiya_KSA) July 2, 2024
سعودي حاول إنقاذ طفله فمات غرقا في شلالات جارفة بـ #سويسرا..
#عبدالله_معيوف_العنزي @Mohamed_Alsaif1 pic.twitter.com/KT0h0zArMb
أسباب الحادث
- قوة تيارات الشلالات: تُعرف شلالات غيسباخ بقوة تياراتها، التي قد تكون صعبة حتى على السباحين المحترفين، مما يجعلها خطرة على الأطفال بشكل خاص.
- عدم وجود حواجز أمان: قد يكون غياب حواجز أمان حول الشلالات قد ساهم في وقوع الحادث، حيث لم يكن هناك ما يمنع الطفل من السقوط في الماء.
- عدم وعي الطفل بخطورة الموقف: من الطبيعي أن يكون الطفل الصغير غير مدرك لخطورة الموقف، مما قد يجعله عرضة للخطر.
الدرس المستفاد
- ضرورة توخي الحذر: يجب على جميع أفراد العائلة توخي الحذر عند زيارة الأماكن السياحية، وخاصة الأماكن التي تحتوي على مياه، مثل الشلالات والأنهار.
- ضرورة وجود حواجز أمان: يجب على السلطات المسؤولة عن الأماكن السياحية الحرص على وجود حواجز أمان مناسبة، خاصة في الأماكن التي تشكل خطراً على الأطفال.
- ضرورة مراقبة الأطفال: يجب على الآباء والأمهات مراقبة أطفالهم بشكل دائم، خاصة عند زيارة الأماكن الخطرة.
الأسئلة الشائعة
ما هي شلالات غيسباخ؟
شلالات غيسباخ هي شلالات تقع على بحيرة برينز السويسرية جنوبي جبال الألب، وتُعرف بجمالها الطبيعي وجمال المناظر المحيطة بها.
ما هي خطورة شلالات غيسباخ؟
تُعرف شلالات غيسباخ بقوة تياراتها، التي قد تكون صعبة حتى على السباحين المحترفين، مما يجعلها خطرة على الأطفال بشكل خاص.
ما هي إجراءات السلامة التي يجب اتباعها عند زيارة شلالات غيسباخ؟
- يجب على جميع أفراد العائلة توخي الحذر عند زيارة شلالات غيسباخ، وخاصة الأماكن التي تحتوي على مياه، مثل الشلالات والأنهار.
- يجب على الآباء والأمهات مراقبة أطفالهم بشكل دائم، خاصة عند زيارة الأماكن الخطرة.
- يجب على جميع أفراد العائلة تجنب السباحة في الشلالات، وخاصة الأطفال.
- يجب على جميع أفراد العائلة ارتداء ملابس مناسبة للسباحة عند زيارة الشلالات.
- يجب على جميع أفراد العائلة الحرص على عدم الاقتراب من حافة الشلالات.
الخاتمة
كانت رحلة عائلة عبدالله العنزي إلى سويسرا رحلة حالمة، تحولت إلى فاجعة أليمة، ليُصبح عبدالله وطفله ضحية الطبيعة القاسية.
تُعدّ هذه الحادثة درسًا قاسيًا للجميع، فمن المهم توخي الحذر عند زيارة الأماكن السياحية، وخاصة الأماكن التي تحتوي على مياه، وعدم التهاون في مراقبة الأطفال، والتأكد من وجود حواجز أمان مناسبة.
نتمنى من الله أن يلهم عائلة عبدالله بالصبر والسلوان، ونتمنى أن تُعثر السلطات السويسرية على جثة الطفل، ليُطمئن قلوب أهله.